افتقد أهالي مدينة بريدة إحدى أهم العادات المتوارثة من قديم الزمان والتي تسمى «عشاء الوالدين» بسبب حائجة كورونا واتخاذ التدابير الاحترازية بضرورة التباعد الاجتماعي ومنع التجول.
ويعتبر «عشاء الوالدين» من أهم المناسبات التي يجتمع الأقارب في منزل الداعي للمناسبة أو إحدى الأستراحات لتناول وليمة العشاء وهي عبارة عن ذبائح ينويها الداعي صدقة لوالديه، وتكمن أهميتها، إضافة إلى ذلك، في أنها صلة رحم.
وقال طارق الرسيني (من أهالي بريدة)، أن من العادات التي تعارفنا عليها في بريدة الاجتماع عشاء الوالدين، فمنذ ولادتي كان والدي رحمه الله حريصا على إقامة هذه المناسبة في أول جمعة من رمضان منذ 47 عاماً حتى وفاته قبل عامين، وكانت من وصاياه الحرص على صلة الرحم، وكان دائماً يحثنا على ذلك، لدرجة أننا نعود من مكة المكرمة إذا كنا في رحلة عمرة قبل أول جمعة في رمضان لاستمرار هذه العادة، وفي العام الماضي أقمنا عشاء الوالدين مع الإخوان تنفيذا لوصية والدنا، ولكن جائحة كورونا هذا العام حالت دون ذلك.
وقال محمد الدباسي (من أهالي بريدة) على مستوى مجتمعنا العربي وتحديدا السعودي تنازلنا إجبارا عن كثير من العادات الاجتماعية، التزاما بالتوجيهات والقرارات والإجراءات الاحترازية، ولكن يحز بالنفس افتقاد بعض العادات الاجتماعية المؤثرة مثل عادة «عشاء الوالدين»، حيث إننا في بريدة نستمتع ونتقرب إلى الله بتنظيم وليمة عشاء تجمع أطراف الأسرة والأنساب والأصهار بنية الأجر للمتوفين من الوالدين، إذ نجتمع وندعو لهم.
وأضاف: منذ عرفنا أنفسنا وهذه العادة قائمة باختلاف بعض تفاصيلها، إلا أنه في هذا العام حُرِمنا من تنظيمها التزاما وحرصا على الصحة العامة، والتقيد بالتوجيهات، ونسأل الله أن يحفظ حكومتنا وأمننا وصحتنا، وأن يزيل هذه الغمة لتعود الحياة إلى طبيعتها.